تاريخ الذكاء الاصطناعي - الدكتور مجاهد الجبر *
مر الذكاء الاصطناعي بمراحل مختلفة وعقب فترة من الزمن وبالتالي تم تقسيم تاريخ الذكاء الاصطناعي الى ثلاث مراحل تاريخيه.
التاريخ المبكر للذكاء الاصطناعي :
بدأ تاريخ الذكاء الاصطناعي في العصور القديمة، من خلال الأساطير والقصص والشائعات عن الكائنات الاصطناعية الموهوبة بالذكاء أو الوعي من قبل الحرفيين المهرة. زُرعت بذور الذكاء الاصطناعي الحديث من قبل الفلاسفة الكلاسيكيين الذين حاولوا وصف عملية التفكير الإنساني بأنها عبارة عن التلاعب الميكانيكي للرموز. تُوج هذا العمل باختراع الكمبيوتر الرقمي القابل للبرمجة في الأربعينيات من القرن العشرين، وهي آلة تعتمد على جوهر التفكير المنطقي الرياضي. ألهم هذا الجهاز والأفكار التي تقف وراءه حفنة من العلماء للبدء بجدية في مناقشة إمكانية بناء الدماغ الإلكتروني.
تأسس مجال أبحاث الذكاء الاصطناعى ضمن ورشة عمل في حرم كلية دارتموث خلال صيف عام 1956م. أولئك الذين حضروا سيصبحون قادة لأبحاث الذكاء الاصطناعى لعدة عقود. تنبأ العديد منهم بأن آلة بذكاء الإنسان لن تكون موجودة في أكثر من جيل، وأنهم حصلوا على ملايين الدولارات لجعل هذه الرؤية حقيقة.
العصور الوسطى لتطور الذكاء الاصطناعي :
في ستينيات القرن العشرين، يمكن القول إن المساهمة الأكثر عمقًا في هذا المجال كانت “حل المشكلات العامة” الذي قدمه نيويل وسيمون. كان هذا البرنامج متعدد الأغراض يهدف إلى المحاكاة باستخدام الكمبيوتر،وبعض أساليب حل المشكلات البشرية. لسوء الحظ، لم تكن التقنية المستخدمة فعالة بشكل كبير، وبسبب ذلكالوقت المستغرق ومتطلبات الذاكرة لحلها ولو نسبيًا الا انه كانت هنالك مشاكل حقيقية واضحة، وتم التخلي عن المشروع.
ين عامي 1957 و1974، سمحت التطورات في الحوسبة لأجهزة الكمبيوتر بتخزين المزيد من البيانات ومعالجتها بشكل أسرع. خلال هذه الفترة، طوّر العلماء خوارزميات تعلّم الآلة (ML) أدى التقدم في هذا المجال إلى قيام وكالات مثل وكالة مشروعات البحوث المتطورة الدفاعية(DARPA) بإنشاء صندوق لأبحاث الذكاء الاصطناعي. في البداية، كان الهدف الرئيسي من هذه الورقة البحثية هو استكشاف ما إذا كانت أجهزة الكمبيوتر يمكنها نسخ اللغة المنطوقة وترجمتها.
خلال الثمانينيات من القرن العشرين، تيسّرت عملية التطوير بفضل التمويل المعزز الذي أتيح وبفضل التوسع في مجموعة الأدوات الخوارزمية التي استخدمها العلماء في الذكاء الاصطناعي. نشر ديفيد روميلهارت وجون هوبفيلد أبحاثًا حول تقنيات التعليم العميق، والتي أظهرت أن أجهزة الكمبيوتر يمكن أن تتعلم من التجربة.
حاضر الذكاء الاصطناعي
في الفترة من عام 1990 إلى أوائل عام 2000، حقق العلماء العديد من أهداف الذكاء الاصطناعي الأساسية، مثل تحقيق الفوز على بطل العالم في الشطرنج. مع وجود المزيد من بيانات الحوسبة وتزايد قدرة المعالجة في العصر الحديث مقارنةً بالعقود السابقة، أصبحت أبحاث الذكاء الاصطناعي الآن أكثر شيوعًا وأكثر سهولةً. إنه يتطور بسرعة إلى الذكاء الاصطناعي العام حتى تتمكن البرامج من أداء المهام المعقدة. يُمكن للبرامج إنشاء واتخاذ القرارات والتعلّم بمفردها، وهي مهام كانت تقتصر في السابق على العنصر البشري.
تعرف على الجاعة التخصصية الحديثة:https://www.facebook.com/ModernSpecializedUniv
اقرأ أيضا:صراع القوى الكبرى حول الذكاء الإصطناعي – بقلم الدكتور مجاهد الجبر
*من كتاب “الذكاء الإصطناعي” للدكتور مجاهد الجبر رئيس الجامعة التخصصية الحديثة